أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/okaz/uploads/authors/226.jpg?v=1763407164&w=220&q=100&f=webp

خالد السليمان

عضو الجمعية السعودية لكتاب الرأي ، كاتب يومي في عكاظ

الخبر.. المدينة المختلفة !

لمدينة الخبر هوية مختلفة نشأت معها منذ البداية، وما زالت مستمرة تواكب تقدمها العمراني وتشكيلها الاجتماعي، فهي نتاج علاقة بناء الثقة بين القطاعين العام والخاص !

وخلال سنوات سابقة، بدت الخبر وكأنها تواكب الحراك السياحي الذي انطلقت عجلته مع انطلاق الرؤية، إعلانات عن مشاريع، زيارات ميدانية، اجتماعات، ووعود كثيرة، لكن لم يكن التغيير ملموساً بالقدر الذي يوازي حجم الطموح، بينما اليوم يبدو متسارعاً وخاضعاً لعين رقيبة تتفقد المشاريع وتتابع نسب الإنجاز، والتزام المطورين بالجداول الزمنية للتنفيذ، هذه ليست مجرد تفاصيل إجرائية، هي مؤشر واضح على انتقال الملف من مرحلة التخطيط الطويل إلى مرحلة التنفيذ المتسارع !

هذا يعكس نجاح منظومة السياحة بقيادة وزير السياحة أحمد الخطيب، التي اعتمدت نهجاً واضحاً يقوم على تمكين القطاع الخاص بالكامل، دون الغرق في الإدارة المباشرة أو الحلول السريعة، فالوزارة لم تكن مطوراً، بل ميسراً ومنظماً ومحفزاً، وهي معادلة أثبتت نجاحها في أكثر من مدينة !

والنتيجة اليوم ليست مجرد تحسن تدريجي، بل قفزة استثمارية واضحة، تمثلت في تدفق استثمارات تجاوزت 21 مليار ريال لبناء منتجعات سياحية، وفنادق نوعية، ومشاريع ضيافة مختلفة، إلى جانب تطوير 36 مشروعاً جديداً، وإعادة تفعيل وسط الخبر كوجهة نابضة بالحياة استقطبت حتى الآن أكثر من مليون زائر، تقودها مبادرات القطاع الخاص بروح تنافسية واضحة، هذا التحول لم يأت صدفة، وكان حصيلة عمل تراكمي، وصبر على التخطيط، واختبار للسوق، وبناء للثقة مع المستثمرين !

ومن المهم توضيح، أن الخبر هي مدينة تمتلك المقومات، وكانت بحاجة إلى نموذج مختلف في إدارة ملفها السياحي، وما نراه اليوم يؤكد أن الخبر أخذت مسارها الطبيعي، وما نشهده اليوم يؤكد أن هذا النموذج، بعد أن اكتمل بناؤه، أطلق مرحلة نمو سريعة وحجم نهضة مرشحة للتوسع خلال السنوات المقبلة !

ولا يقتصر التحول على السياحة وحدها، فالمشهد يتكامل مع مشاريع أخرى داعمة للمنظومة، من بينها المشاريع الرياضية، ومشاريع البنية التحتية، والحديث عن ملعب أرامكو، وغيرها من المبادرات التي تعزز من جاذبية المدينة، وترفع من جودة الحياة فيها، وتخلق فرصاً اقتصادية متنوعة !

الخبر لم تكن مدينة تنتظر التحول، هي مدينة بنت مقوماتها بهدوء، وحين اكتمل البناء، بدأ التسارع يظهر على الأرض، في مشاريع تُنفذ، واستثمارات تتدفق، ومشهد يتغير بثقة، وما نشهده اليوم يؤكد أن العمل الهادئ، حين يُدار برؤية واضحة، لا يتأخر في الوصول، بل يصنع أثره في التوقيت الصحيح !

منذ 21 ساعة

اليمن وشبكة الأمان السعودية !

عندما بادرت المملكة العربية السعودية للتدخل في اليمن كان هدفها حفظ استقرار ووحدة اليمن، وقدمت في سبيل ذلك الأرواح والأموال، مما ساهم في انكسار الحوثي ومنع استيلائه على عدن، ولم تقدم كل هذه التضحيات وتبذل كل هذه الجهود من أجل تحقيق مصالح فئوية لفئات انتهازية أرادت تحقيق مصالحها على حساب التضحيات السعودية !

العطاء السعودي لا يمكن أن يقابل بالجحود والنكران، كما أن الجرأة على مكونات أخرى من الشعب اليمني ومحاولة الهيمنة على مناطقها يجعل هذه الفئات الانتهازية لا تختلف كثيراً عن المليشيا الحوثية، التي سعت لتوسيع مناطق نفوذها بقوة السلاح !

ولا أبالغ عندما أقول، إن شبكة الأمان الوحيدة التي تملكها اليمن اليوم هي السعودية، التي ما زالت تبذل جهودها في سبيل مصالح الشعب اليمني دون أي مصلحة مقابلة، ولا تنتظر من المكونات السياسية اليمنية سوى أن يقابلوا جهودها الصادقة بإخلاص النوايا والتخلص من المصالح الشخصية، التي يسعى بعض السياسيين لتحقيقها على حساب الشعب اليمني الذي عانى ما يكفي من الحروب والصراعات !

يستحق اليمن ومواطنوه حاضراً أكثر استقراراً ومستقبلاً أكثر ازدهاراً، بمساعدة أشقائه في المملكة ودول الخليج والعالم، ولا بد أن يعتبر السياسيون اليمنيون من تاريخ اليمن، الذي لم تحقق فيه الصراعات والحروب سوى التمزق والتشرذم بدلاً من التقدم والنماء !

00:05 | 17-12-2025

أمننا السيبراني !

يؤكد إعلان «سيبراني» إحدى شركات أرامكو الرقمية والمتخصصة في خدمات وحلول الأمن السيبراني، وتحقيقها للعلامة الكاملة «١٠٠٪»؜ في اكتشاف سبعة تكتيكات هجومية رئيسية في تقييمات MITRE ATT&CK التقدم السيبراني، الذي بلغته المملكة في مجال الأمن السيبراني وحماية البيئات الصناعية والبنى التحتية الحساسة !

النتائج المتحققة ضمن إطار MITRE ATT&CK، التي تعد تقييماً تقنياً متقدماً، يعتمد على محاكاة سلوك الجهات المهددة في الواقع كانت: ١٠٠٪ من أساليب جمع المعلومات، ١٠٠٪ من أساليب الوصول لبيانات الدخول، ١٠٠٪ من أساليب سرقة البيانات، ١٠٠٪ من أساليب الحركة الداخلية للهجمات، ١٠٠٪ من أساليب التواجد المستمر، ١٠٠٪ من أنشطة الاستطلاع، هي برهان على أن لدينا قدرات عالية في حماية الفضاء السيبراني الوطني، وفاعلية تامة لتعزيز أمنه، ناهيك عن الحضور في مشهد الأمن السيبراني كمركز عالمي متقدم وغير مسبوق على مستوى المنطقة، وتقدم المملكة في مجالات الابتكارات السيبرانية على المستوى الدولي !

فهذا الأداء الفني الباهر في التقييمات، منح سيبراني مقعداً ضمن المجلس الاستشاري في تقييمات MITRE ATT&CK، لتلعب دوراً في تطوير وتحسين منهجيات دورات التقييم المستقبلية، ومواءمة آليات التقييم مع احتياجات منظومات الدفاع السيبراني في المنطقة والعالم، كما أنها ترسخ دور المملكة في المساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً !

باختصار.. لم تكتفِ المملكة بخبرات أبنائها بتطوير وتعزيز قدراتها على حماية أمنها السيبراني وحسب، بل تقدمت لتكون لاعباً أساسياً على المستوى الدولي في ابتكار الحلول السيبرانية ورسم مستقبل الأمن السيبراني !

00:08 | 16-12-2025

السعودية.. مركز عالمي لصيانة الطائرات !

سمعتُ كثيراً عن مشروع قرية صيانة الطائرات (MRO) في مدينة جدة، لكن ليس من سمع كمن رأى. فبعد جولة في المشروع المقام على مساحة تزيد على مليون متر مربع، والمُنتظر استكماله خلال عام 2026، تأكّد لي، أن المملكة ماضية في تنفيذ إستراتيجيتها وفق رؤية 2030 لتكون مركزا إقليمياً، بل وعالمياً، لقطاع الطيران في المنطقة، حيث تتقاطع حركة النقل والتجارة بين قارات العالم !

لن تسهم قرية الصيانة في وقف تسرب مليارات الريالات التي تُنفق على صيانة وتجديد وطلاء الطائرات المُرسلة إلى الخارج فحسب، بل ستعمل أيضاً على جذب شركات الطيران الإقليمية للاستفادة من خدماتها، مستغلة الميزة الجغرافية التي ستُخفض نفقات النقل والصيانة، وتقلص المدة الزمنية لإنجاز الأعمال، بما ينعكس على تقليص زمن إعادة الطائرات إلى الخدمة التشغيلية، وقد تم الاتفاق بالفعل مع بعض أهم الشركات العالمية في صناعة محركات الطائرات، مثل شركة «جنرال إلكتريك للطيران»، لتكون القرية مركزاً إقليمياً لأعمالها !

كان لافتاً، أن تشغيل بعض أجزاء القرية قد بدأ بالفعل، وقد أُتيح لي الصعود إلى طائرة يجري تجديدها بالكامل وفق جدول الصيانة الدورية المحدد، وقد أُحيطت بأحدث المعدات وأنظمة السلالم. ووجدتُ أن جميع العاملين على تفكيك أجزائها وتركيبها وصيانتها من الشباب السعوديين الذين درسوا في أكاديمية «السعودية»، كان بدن الطائرة من الداخل كخلية نحل، وأشبه بورشة عمل لا تهدأ، بانضباط لافت يشير إلى احترافية العمل، وكفاءة التدريب، وصرامة معايير السلامة !

باختصار.. لا تحقق القرية أهدافاً استثمارية وحسب، بل وتحقق أمناً وطنياً بتأمين احتياجات الصيانة في قطاع النقل الجوي الحيوية وضمان فاعلية أدائه !

00:02 | 15-12-2025

القطاع غير الربحي.. ما بعد 2030

تبدو النقاشات التي تحتضنها الرياض هذه الأيام في «منتدى القطاع غير الربحي الدولي»، وكأنها تتجاوز حاضر القطاع وتحدياته التقليدية إلى الحديث عن ملامح مرحلة جديدة بالكامل، مرحلة ما بعد 2030، حيث تتغير قواعد التنمية، وتتشكل المعادلات الكبرى من جديد: السياسات، التقنية، ورأس المال !

لطالما كان القطاع غير الربحي في السعودية محظوظاً بدعم الدولة واهتمام القيادة، وبالدعم المجتمعي أيضاً، وفي بلد يعيد اليوم صياغة اقتصاده ومجتمعه برؤية جريئة، وبعد مرور ما يقارب العقد على انطلاق الرؤية، يبدو هذا القطاع وهو يشقُّ طريقه نحو دور أكبر مما كان يتوقعه كثيرون. لكن يبقى السؤال الأهم: إلى أين يتجه ؟!

في جلسات المنتدى كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي حاضراً بقوة، بوصفه عاملاً حاسماً في مستقبل العمل غير الربحي، فاليوم تستطيع خوارزمية بسيطة أن تقوم بما يستغرق من عشرات الموظفين أسابيع، مثل تحليل البيانات، وقياس الأثر، وفهم احتياجات المستفيدين، ورسم السيناريوهات المستقبلية. ورغم ذلك، لا يبدو الأمر بهذه البساطة؛ فالتقنية سلاح ذو حدين: إن أُحسن استخدامها كانت رافعة، وإن أسيء توظيفها كانت عبئاً أو باباً للفوضى المعلوماتية التي قد تعاني منها المنصات. ومع ذلك، يبدو الاستمرار وخوض هذا التحدي أمراً ضرورياً، فالقطاع الذي يريد البقاء بعد 2030، يجب أن يعرف كيف يوازن بين الإنسان و«الخوارزمية» !

أما التمويل غير الربحي، الذي كان قائماً على التبرعات والعطاء التقليدي، فقد شهد الكثير من التغيرات؛ فالعالم اليوم يتجه إلى التمويل القائم على الاستدامة، وإلى «المسارات المتمازجة» التي تجمع بين الخيري والاستثماري، وبين الربحية والأثر !

وبكل صراحة، ما لم يجد القطاع غير الربحي السعودي طريقه إلى هذه الأدوات، فإنه قد يفوّت فرصة تاريخية؛ فالمال اليوم لا يبحث عن قصة جميلة فحسب، بل عن أثر حقيقي مستدام، قابل للقياس، ومؤسسي، وهنا تأتي أهمية المنتدى، فهو يحاول أن يفتح أعين القيادات على مرحلة جديدة: مرحلة «عصر الأثر»، لا «عصر الجهود». وقد أعجبتني مداخلة لأحد المتحدثين حين قال: «ليس المهم أن تؤدي عملك جيداً.. المهم أن يكون لهذا العمل أثر يمكن قياسه». هذا القول يلخص مستقبل السياسات العامة في القطاع، ولعل المنتدى كان واضحاً في رسالته: لا يمكن للقطاع أن ينمو دون حوكمة ناضجة، ودون مؤسسات قادرة على العمل بمعايير عالية، تماماً كأي قطاع اقتصادي آخر !

ويبقى السؤال: كيف سيبدو المشهد ما بعد 2030 ؟!

إذا حاولنا تجميع الأفكار التي طرحها المنتدى، سنصل إلى معادلة بسيطة: المستقبل سيملكه من يعرف كيف يدمج التقنية بالإنسان، والابتكار بالحوكمة، والأثر برأس المال. لذلك يمكن القول، إن القطاع غير الربحي في السعودية قد يكون أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة ليصبح لاعباً أساسياً لا تابعاً في مسيرة التنمية. لدينا الدعم، والبنية، والفرص، وغداً نحتاج إلى الجرأة في اتخاذ القرارات، وتطوير الكفاءات، والانتقال من المبادرات الصغيرة إلى المشاريع الوطنية الكبرى !

ختاماً.. جاء المنتدى ليقول شيئاً أبعد:

إن العالم يتغير، والسعودية تريد أن تكون في مقدمة هذا التغيير.. في الاقتصاد، والإنسان، والأثر، والمعنى !

وبصراحة.. إذا كان ما بعد 2030 يحمل هذا القدر من الطموح، فأظن أننا على موعد مع فصل جديد من التحول، قد يكون أهم من كل ما سبق !

00:00 | 11-12-2025

الجنسية... حصان طروادة !

عندما تحصل على حق الإقامة في بلدٍ ما - سواء كنت سائحًا أو دارسًا أو عاملاً - فإن أقلَّ حقٍّ لذلك البلد عليك هو أن تحترم أنظمته وتمتثل لقوانينه. وعندما يُنعم عليك بجنسيته، فإن أبسط حقوقه عليك أن تكون عنصرًا مساهمًا في بناء مستقبله، وفي دعم مسيرة تنميته واستقرار مجتمعه !

ما يحدث أحيانًا أن بعض الغرباء، من سوءِ الأدب، يشذّون عن القاعدة ويتجاوزون حدودهم، ويتحوّلون إلى عناصر هدم وزعزعة في المجتمعات التي وفدوا إليها للإقامة أو الزيارة. ويزداد الأمر سوءًا عند اكتساب الجنسية، خاصة إذا كان الحصول عليها قد تمّ بالتحايل أو التزوير !

في بعض دول الخليج يُستدرَك اليوم كثيرٌ من الأخطاء؛ فالمصلحة الوطنية لا تقبل التهاون في الحفاظ على أمن البلاد، واستقرار المجتمع، وهوية الوطن من الاختراق. ولدينا شواهد عديدة لأشخاص تسلّلوا إلى بعض المجتمعات الخليجية، واحتلّوا مواقع الضوء فيها، وأصبحوا نجومًا يسعون للتأثير في الجمهور. بدأ بعضهم نجوميته بمحتوى ناعم يقتصر على سير الأعلام ومناقشة القضايا الأسرية والاجتماعية بعيدًا عن السياسة، ليأسروا قلوب شرائح واسعة من الشباب، ثم يتحوّلون عند منعطفات معينة إلى طرحٍ سياسي موجَّه يكشف عن أهواء أيديولوجية وحزبية خارجية، ثم يتبوّأون مواقع للتحدث باسم تلك التيارات وتبنّي خطابها، حتى وإن كانت تُعادي الدول التي يقيمون فيها أو يحملون جنسيتها، وتتآمر على أمنها واستقرارها وسيادتها، وكأنهم زُرِعوا فيها لهذا الهدف !

باختصار.. هؤلاء جعلوا من الجنسية غير المستحقة حصانَ طروادة للتسلل إلى مجتمعاتٍ أحسنت الظنّ بهم، لممارسة أشكال من الخيانة والجحود والنكران تجاه من أمَّنوهم بينهم وجعلوهم جزءًا من نسيجهم !

00:01 | 9-12-2025

ميزانية عنوانها.. المواطن أولاً !

شكلت عبارة ولي العهد عندما أعلن ميزانية السعودية 2026: أولوية المواطن، مدخلاً لفهم اتجاه الميزانية ورسالة الدولة تجاه الناس في تفاصيل حياتهم، في ملتقى الميزانية تحدث الوزراء في نفس السياق، مسلطين الضوء على جهود الوزارات وأثرها المباشر على المجتمع !

من بين الجلسات، حضرت مشاركة وزير البلديات والإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل بقيمة خاصة، فملفات الإسكان والمدينة ترتبط باحتياجات يومية لكل أسرة، لذلك كان الحديث عن إنجازات العام وخطط العام المقبل إضاءة تساعد المواطن على رؤية الصورة كاملة !

في جانب الإسكان، أشارت الأرقام إلى آلاف الأسر التي حصلت على دعمها، وإلى ارتفاع نسبة التملك، وإلى توسع أكبر في ضخ الوحدات وتنظيم السوق وتوفير خيارات أوسع لمسارات تعزّز الاستقرار السكني وتمنح الأسر قدرة أعلى على التخطيط لحياتها المقبلة !

وفي القطاع البلدي، جاءت الإيضاحات حول خفض التعثر، وتأهيل الطرق، وتطوير المرافق، وتحسين سهولة الوصول داخل المدن. المشاريع التي أُنجزت خلال عام واحد كشفت عن تحول متسارع في طريقة إدارة الخدمات، وعن سعي جاد لجعل المدن أكثر مرونة وكفاءة !

أما التحول الرقمي فحاز مساحة واسعة من حديث الوزير، مع توسع «عدسة بلدي» واستخدام البيانات في الرقابة والتنظيم. الأدوات الذكية أسهمت في معالجة البلاغات، وتحسين المتابعة، وتقديم مستوى أعلى من الشفافية. هذا التطور يعكس اتجاهاً واضحاً نحو خدمات أسرع وأدق وأقرب للناس !

بدت الصورة أكثر وضوحاً، فالميزانية ليست أرقاماً وحسب، إنما هي انعكاس لعمل يومي تُبنى عليه مشاريع، وتتطور من خلاله مدن، وتتسع به خيارات المواطنين، والجهود التي استعرضها الوزير قدمت مثالاً على منظومة تعمل بفاعلية سعياً لتطوير جودة الحياة في المدن !

باختصار.. الوطن يتقدم بخطوات ثابتة، ويعتني بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، ويوجه طاقاته نحو خدمة مواطنيه. هذا المعنى هو جوهر الميزانية حين تُقرأ من خلال أعمال الوزارات، وحين تُشاهد آثارها مباشرة في حياة الناس !

00:11 | 8-12-2025

البشرية أسيرة واقعها !

يقول الخبر الصحفي: «تعقد القمة الخليجية الـ46 وسط توترات إقليمية»، في الحقيقة لم تعقد أي قمة خليجية أو عربية دون توترات إقليمية، بل لم تعقد أي قمة عالمية دون توترات قارية ودولية، فالتوترات رفيقة مسيرة الإنسان منذ نشأ على كوكب الأرض: حروب لا تنتهي، صراعات نفوذ وثروات وأراض لا تتوقف، وبراكين قد تهدأ لكنها لا تخمد فتعود وتثور !

في الحقيقة، الإنسان لا يعيش حياته بل يساير واقعها ويتأقلم مع ظروفها، فخياراته رهن هذه الظروف أينما نشأ وفي أي وقت وجد، وبينما تقود القلة في مواقع القيادة والتحكم مصير البشرية، فإن الغالبية لا تملك سوى معايشة الواقع ومواجهة التحديات والمتغيرات التي لا تهدأ ولا تتوقف عبر الزمن وتبدل العصور، فالظروف وأنماط الحياة وأدواتها قد تتغير لكن ظروف التحدي لا تتغير !

يفكر المرء أحياناً من أين تنشأ الصراعات عند البشر ولماذا يتقاتلون، هل هي طبيعة الإنسان وفطرته، أم هو اختبار يخوضه الإنسان لقياس قدرته على مواصلة مسيرته في تطور الحياة وتقدم الحضارة، رغم كل الحروب المدمرة والكوارث الطبيعية المرهقة التي عصفت بالبشرية على مر التاريخ ؟!

عندما أتأمل التاريخ ويصيبني الإحباط من تكرار الأخطاء والإصرار على خوض الصراعات، أستعيد بعض الأمل من قدرة الإنسان على النهوض من كل الأزمات التي واجهت البشرية لمواصلة الطريق نحو حاضر أكثر تقدماً، لكنني أعود وأتساءل كيف يفشل هذا الإنسان الموهوب في النجاة وقدرة النجاح في إيجاد صيغة حياة تخلو من الصراعات المدمرة ؟!

00:21 | 4-12-2025

محامي مستهلكي الكهرباء !

شهدت الرياض الخميس الماضي حدثاً سيكون له أبلغ الأثر على مستهلكي الكهرباء، عندما أطلقت الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء نموذج حماية المستهلك، الذي يمكن اختصار فكرته بأنه يجعل الهيئة فعلياً بمثابة محامٍ لكل مشترك لدى مقدمي خدمات الكهرباء، حيث تتولى المطالبة بحقوقه ومعالجة مشكلاته وضمان تعويضه عن أضرار تعطل أو انقطاع الكهرباء من دون الحاجة إلى تقديم شكوى مسبقة.

ويُعد هذا النموذج الاستباقي، الأول من نوعه على مستوى العالم، إذ يرتكز على رحلة متكاملة تربط أكثر من 13 نظاماً تشغيلياً لدى مقدمي الخدمة والهيئة في منصة تقنية موحّدة، تقوم بمراقبة وتحليل بيانات أكثر من 11 مليون عداد ذكي بشكل لحظي؛ لرصد ومعالجة رحلات المستهلك في إيصال الخدمة، والشكاوى، والفوترة، والطلبات، والانقطاعات، بما يتيح حماية المستهلك حتى دون أن يتقدم بشكوى، عبر المراقبة اللحظية للخدمة والتدخل الاستباقي لصالحه.

فالنموذج يعمل على رصد أي مشكلة يواجهها المستهلك فور وقوعها، ومن دون أي تواصل مسبق، من خلال مراقبة أنظمة مقدم الخدمة على مدار الساعة، مما يعني رصد الانقطاعات والتدخل لمعالجة المشكلة نيابة عن المستهلك، عبر التنسيق المباشر مع مقدم الخدمة والتحقق من استحقاق التعويض التلقائي دون طلب أو متابعة أو تدخل منه، مع تواصل الهيئة معه لطمأنته.

وقد جاء هذا النموذج بدعم قوي وتوجيه مباشر من وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وهو نتاج عمل دؤوب وجهد مخلص، استند إلى مقابلة 1,500 مستهلك في 35 مدينة ومحافظة سعودية تمثل مختلف شرائح المجتمع؛ لتحديد أبرز التحديات مثل الانقطاعات، والفوترة، وإيصال الخدمة. كما تم تنفيذ أكثر من 340 ألف استبانة لقياس رضا المستهلك وفهم تجربته، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط المستهلكين وآرائهم، إضافة إلى إجراء 1,230 زيارة «مستهلك خفي» لقنوات الخدمة لدى مقدم الخدمة والهيئة، لتقييم جودة المعالجة وسهولة الإجراءات وسرعة الاستجابة.

وسيبدأ المستهلكون في قطاع الكهرباء قريباً في ملامسة أثر هذا النموذج، مع توسيع نطاق تطبيقه الذي بدأ فعلياً في محافظة الأحساء، على أن يستمر التوسع تدريجياً ليشمل جميع المناطق وصولاً إلى التطبيق الكامل في جميع مدن ومحافظات المملكة خلال عام 2026.

باختصار.. لن يشعر مستهلك الكهرباء بعد اليوم، بأنه يواجه مشكلات مقدمي الخدمة وحيداً !

00:02 | 3-12-2025

ثمن الشهرة المتهورة !

ما الذي يدفع الإنسان إلى التورط في محتوى مسيء للآخرين أو مخالف لأنظمة النشر ؟!

هل هو الجهل بالنظام، أم الاستخفاف بجدية تطبيقه، أم ضعف الخبرة وانعدام البصيرة تحت وهج وسائل التواصل الاجتماعي وغياب كوابح الرقابة الذاتية ؟!

أتفهم اندفاع بعض الجمهور خلف أضواء الشهرة والحضور في منصات التواصل، بسبب انعدام الخبرة والمعرفة بالمحاذير القانونية والموانع الرقابية، لكن أن يندفع أصحاب الخبرة والمعرفة فذلك أمر لافت، وقد قرأت مرة تعليقاً مخالفاً لأحد الكتّاب المعروفين في منصة تويتر (X)، فأرسلت له - بدافع الصداقة - أنصحه بحذف تعليقه حتى لا يعرّض نفسه للمساءلة القانونية وملاحقة قضايا التشهير الشخصي، لكنه كابر وأصر على إبقاء تعليقه، وهو موقف استغربته منه رغم خبرته الإعلامية، فهل أفقدت أضواء منصات التواصل حتى أصحاب الخبرة حكمتهم وقدرتهم على وزن الأمور ؟!

والبعض لا يكتفي بإثارة الرأي العام المحلي، بل يتجاوز ذلك إلى التدخل في شؤون الدول والشعوب وكأنه وزير للخارجية أو للإعلام، فيحرِج دولته، ويمس مصالح علاقاتها بالدول الصديقة، ويثير الفتن مع شعوبها !

وما فائدة نشوة لفت الانتباه أمام العامة في منصات التواصل من خلال كتابات متجاوزة أو تعليقات مخالفة، عندما تقع الفأس في الرأس، ويجد صاحب المحتوى نفسه أمام القانون وعقوباته التي قد تصل إلى السجن أو الغرامات الباهظة ؟! عندها يجد نفسه وحيداً يواجه مصيره القانوني، دون أن ينفعه أحد ممن صفقوا له أو طبّلوا في تلك المنصات !

باختصار.. لماذا يطغى هوس التعليق على كل حدث، والدخول في كل جدل، والسعي المحموم وراء زيادة المشاهدات وأعداد المتابعين، على قدرة البعض على التفكير وتجنّب الهفوات والوقوع في الزلل، حتى وإن كان الثمن شهرة حارقة لا يبقى من أثرها سوى غرامة مفلسة أو قضبان مقيدة ؟!

00:07 | 1-12-2025